مع اقتراب الشمس على وداع السماء ومعانقة البحار، قبل أن تطل على عالم آخر وقوم آخرين اندفع باب الشقة التي كان يجلس إبراهيم بداخلها على الصالون ليدخل عليه فارس مرتدياً سروالاً -يعني بنطلون يا رجالة- ضيق للغاية، ويعلوه مباشرة قميص ضيق من عند البطن مفتوحة زرائره، كاشفة عن صدر فارس تماماً؛ ومرتدياً نظارة شمسية؛ رغم أنه تحت سقف شقته.
في هذه اللحظات نظر إبراهيم إلى ولده نظرة اشمئزاز مختلطة بالدهشة قبل أن يقول له:
إنت إيه ياد؟ إيه اللي إنت عامله في روحك ده؟
فارس:
دا النيولوك الجديد بتاع نجم الجيييل يا بابا.
إبراهيم :
إيييه، نجار الجيل إزاي يعني، ودا نجار مسلح ولا نجار عادي؟
فارس:
بابا لو سمحت دا مثلي الأعلى.
إبراهيم:
واللي إنت بتسمعه دا مش حرام واحنا في شهر الصوم؟
فارس:
بابا نجم الجيل آخر واحد ممكن تتكلم عليه في التدين، إنت ما سمعتوش وهو بيغني أنا مش عارف أتغير، ولا التتر اللي غناه بتاع برنامج عمرو خالد.
وقبل أن يكمل فارس دفاعه المستميت عن نجم الجيل انطلق هاتفه الصيني بنغمة عالية الصوت:
رسمي فهمي نظمي.
ينظر الأب للابن في اشمئزااز بالغ مستطرداً ما بدأه من وصلة تقطيم قائلاً:
وإنت يا ابني إيه اللي إنت عامله في القميص ده؟ طب هو عنده اللي يفتح علشانه القميص إنما إنت يا حسرة صحراء جردا لا زرع فيها ولا ماء.
ينظر الابن للأب في خجل، ويده تتحسس صدره قبل أن يقول له: بكرة أبقى زيه، والبنات تترمى عليّا، ويغمى عليهم لما يشوفوني.
الأب في سخرية:
ليه يا ابني إنت شكلك مش وحش أوي كدة علشان يقعوا من طولهم لما يشوفوك.
يضيق الابن ذرعاً بمجادلة الأب وسخريته، ويهم في الانصراف قبل أن يسمع كلاهما صوت صرخة عالية انتفض جسد كليهما على إثرها، والتفتوا ليجدوا إسراء ابنة إبراهيم مرتدية بادي ستوماك وبنطلون جينز لو ويست -ساقط يعني-.
فقال لها ابراهيم:
إيه اللي إنتي عاملاه في روحك دا يا إسراء، وبتصرخي ليه؟ انطقي.
إسراء وهي تبكي بحرقة:
نجم الجيل كان هنا في الدقي بيوزع سيديهات، وبيرمي بوسترات، وبيبعت لنا بوسة في الهوا، ورمالي وردة، والمضروبة اللي اسمها فاطمة خدتها مني.. اعااااااااااا بحبك يا تمووووووووووووووووورااااا
إبراهيم ممسكاً بخرزانة قديمة:
طب غوري بقى على الأوضة بدل ما أغني لك أغنية أكتر حاجة بحبها فيكي هو دا أيوة دا.. الأقلام اللي بديييييها على وشك.. امشييييي غوري.
اتمنى تعجبكم