ولقد ذكرتك
ولقد ذكرتك والكلاب توغلت في أرضنا
تسقي وتشرب من دمي
فرفعت رايات الجهاد فلم أجد
إلا السيوف الخائنات لمعصمي
وتنابحت حولي الكلابُ
تيقنت ألا سلاح به أذود وأحتمي
وسمعتُ عرّاب السلام يقول لي :
سلم سلاحك يا مقاومُ تسلمِ
فهتفت ليس سوى الـ ....
فقال: وإن يكن
تكفي النوايا للحسابِ.. فسلمِ
أنصت لخارطة الطريقِ
رسمتها كي لا تضلَّ
وعن جوادك أحجمِ
فأجبت كيف؟
وكيف أترك عرضها للوالغين ؟!
فقال حسبك واغنمِ
ولقد خططت على المعابرِ قصةً
بعظامِ أطفالٍ ودمع المأتمِ
أحداثها تلك العجافُ تفردت بالهم
تنضح بالردى المتجهمِِ
فرأيت وجهاً خلفها
يبدو الرضا من ناظريه مشعشعاً بتبسمِ
فهتفتُ يا حباه فانسكب الندى
فتشربته تلال قلبٍ مفعمِ
وإذا بأنصاف الرجال تذودني
وعيونهم توحي بشرٍ مبهمِ
قالوا: حرامٌ أن تحن لوصلها
فتوى يسطرها اللئيمُ بمأثمِ
لكن حبر اللؤم لم يصمد
فما..
جفت جداول غيثك المتكرمِ
جفت حياض التائهين
ولم تعد
تجدي مساحيقٌ وكاس تقزمِ
شفتاك تنضح بالبشارة كلما طبعت على وجه اليتيم المعدمِ
وشذاك في صدر المجاهد جنةٌ
لا تنتهي بزوال خير الموسمِ
ولقد ذكرتك والحقيقة مرةٌ
فتحولت عسلاً تدفق في فمي
ولقد ذكرتك فاشرأب من الدجى
حلم الكرامةِ
رغم عارٍ مظلمِ