الغضب
- من ظواهر قوة الإرادة ملك النفس عند الغضب وقد مجد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الظاهرة الخلق.
- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " .
- والغضب المطلوب كفه هو ما كان غضباً للنفس ، أما الغضب لله فهو أمر حسن ينبع من منابع الإيمان لا من منابع النفس وما يسوؤها من أمور الدنيا ، والغضب لله هو ما يكون من المؤمن إذا انتهكت حرمة من حرمات الله بارتكاب معصية من المعاصي مع المجاهرة وعدم المبالاة .
- بيد أن إظهار الغضب لله يجب أن يكون مقترناً بالحكمة التامة التي تحقق إزالة المنكر من جهة وإصلاح حال العصاة من جهة أخرى ، وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أساليب الحكمة المختلفة في الدعوة إلى الله والتي أرشد إليها قول الله تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } .
البخل
- قبل أن يحذر الإسلام من الشح والبخل ويذم الأشحاء والبخلاء أبان حقيقة من شأنها أن تشعر الإنسان بأنه ليس من حقه مطلقاً أن يبخل بشيء يقع تحت يده .
- هذه الحقيقة هي أن أي شيء يملكه الإنسان في الصورة وفي عرف الناس هو في حقيقته ملك لله والإنسان موظف على إدارته ومستخلف فيه .
- قال الله تعالى : { له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور (5) يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور (6) آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير } .
- ثم يكون الميراث الحقيقي لمن له الملك الحقيقي وهو الله تعالى مالك كل شيء ولذلك قال الله تعالى في سورة مريم { إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون } .
- وبعد أن أبان الإسلام الحقيقة السابقة حذر من الشح والبخل تحذيراً شديداً وبين أن الشح قد يكون سبباً في إهلاك الأمم السابقة إذ حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم .
- روى مسلم عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ".