أسئلة الحب الصعبة

الكتابة عن الحب والحياة .. عن الإنسان بكل ما يحمله داخله من أحلام وخواطر .. مشاعر واحاسيس .. انتصارات وانكسارات .. شئ فى غاية الصعوبة .. انها الأزمة كيف تمتلك تلك القدرة على الغوص فى صدور الانسان لتخرج منه أجمل ما فيه ؟ .. كيف تبحث عنه داخله ؟ .. كيف تواجهه بأسئلة صعبة ؟ .. يخاف أن يواجهها .. أو يواجهها ولا يجد منها مفر أو مهرب .. فيقرر الهروب فى تفاصيل الحياة التى تجعل منه انسان آخر منفصل عن نفسه التى هى أهم ما يميز كل منا فى هذه الحياة . وفى شهر أغسطس هذا الشهر الساخن جداً .. يصدر " كتاب اليوم " والذى ترأس تحريره الأستاذة نوال مصطفى كتاب " أسئلة الحب الصعبة " للكاتب القدير يسرى الفخرانى والذى نجح فى الاستقرار والجلوس فى آخر مقعد فى النفس البشرية المحبة المتعطشة للحياة وبدأ فى العرض والتحليل والتفسير والشرح وإنارة المصابيح .. فهو يتحدث كمحب من عصور المحبين الأوائل الذين تمسكوا باحلامهم وحبهم حتى صنعوا منه أسطورة .. ويهدى كتابه الى الحب نفسه حين تقرأ فى أول صفحات الكتاب " إهداء .. إلى الحب ، احتراماً لصموده فى زمن صعب " . ليحدثنا بعدها يسرى الفخرانى عن الكثير من الأشياء التى تستحق منا الكثير من الوقت .. ففى (اجعلها أجمل) يحدثنا عن الأشياء والتفاصيل الصغيرة التى تعطى للحياة معناها والأيام طعمها والنفس سعادتها أنها دعوة حب متبادلة بيننا وبين الحياة ، عقد بيننا وبين أنفسنا لكسر رتابة الحياة والتحول انسان كامل يحيا كما هو مقدر له أن يعيش كل ثانية ولحظة فى حياته كما خلقه الله سعيدًا بريئًا .. بعيدًا عن الخوف والحزن والملل . ويأتى بعد ذلك ليطرح علينا أسئلة الحب الصعبة التى تطرحها قلوبنا وتفشل عقولنا فى إيجاد إجابة لها فهى علامات استفهام كبيرة ، والغموض فيها يزيد الموقف تأزماً وتعقيداً .. وتقول الأستاذة نوال مصطفى رئيس تحرير “كتاب اليوم “ فى مقدمة الكتاب " هل تحاصرك أسئلة عديدة لا تجد لها إجابات مرضية ؟ أسئلة من نوع كيف أبدأ ؟ من أين أبدأ ؟ أى الطرق أسلك .. متى أتوقف لألتقط أنفاسى ثم أعاود السير من جديد . هل فكرت يوماً أن الحياة فن .. وفلسفة .. ورؤية وثقافة ؟ وأن النجاح والسعادة والطموح والرضا كلها عناوين لقضايا عميقة تستحق عشرات الكتب التى تشرحها وتمنحنا المفاتيح الحقيقية لفهمها والتعامل معها . كتب تضئ للشباب الطرق السالمة المؤدية إليها ، والكتاب الذى بين ايدينا هو أحد تلك الكتب التى تثبت لنا أن الحياة فن .. وتؤكد أن النجاح فن والسعادة فن والحب – أيضاً – فن . كما يقول لنا الكاتب أن كل تلك الفنون يمكن تعلمها والتدرب عليها وإتقانها بشرط أن تتوفر لدينا إرادة الحياة“ أما فى الجزء الثانى من الكتاب فيدعونا الكاتب يسرى الفخرانى الى ان نقلب الصفحة ، هذه الصفحة من الحياة المليئة بالشخبطة والإحباط والفشل ويعرف لنا النجاح انه رحلة طويلة لابد أن تبدأ بسؤال مهم : ماذا أريد ؟ وليس لماذا أريد أو متى أريد ؟ فالناجحون يعرفون تماماً الطريق والوسيلة والهدف وبالتالى يعرفون الثمن المدفوع مقدماً لتلك الرحلة الشاقة أما الفاشلون فهم أشخاص لا يعرفون الهدف أو الطريق وينفقون كل طاقتهم فى أشياء مبعثرة لا قيمة ولا أمل فيها . ويجمل لنا الفائدة حينما يواجه القارئ بحقيقة يجهلها الكثيرون حيث يقول انت تستطيع دائماً أن تكون الأفضل ، أن تحب نفسك وتحب الحياة وتنقذ الإثنين معاً من الصراع الدائم مع السقوط ضحية عدم قدرتك على التوقف لتسأل نفسك : هل أسير فى الإتجاه الصحيح ؟ . ليأتى بمقال من أروع مقالات الكتاب وهو ( كيف تسرق النجاح ) ليضرب لنا مثلاً حياً على روعة الحياة والنجاح معاً فى حياة أوبرا وينفرى التى تحكى كيف وصلت الى القمة ؟ .. فينقل عنها قولها كان يمكننى أن أبقى مع أحزانى عمراً على عمرى أن أظل فى نقطة البداية انعى قدرى أن اكتفى بالدموع بديلا عن فرحة انتطرها لا أحد يدفع ثمن السقوط لأحد ، لا أحد يقاسمك همومك ويأسك وفشلك . لذا فيدعو يسرى الفخرانى كل قرائه لاكتشاف أنفسهم فيطلب من القارئ ان يأتى بقلم وورقة ليكتب مقايسة تعديل شخصيته ، لأن الانسان هو أفضل طبيب نفسى لذاته فهو أجدر من يكتشف عقده ونقاط ضعفه ونقصه ومشاكله . وتضيف الأستاذة نوال مصطفى متحيزة الى جمهور الشباب القارئ " وربما كان هذا من حسن حظ الشباب الذى يكتب له .يسرى الفخرانى . ويعتبره جمهوره الأول ، فهؤلاء الشباب فى أمس الحاجة إلى كاتب شاب عصرى الرؤية جديد العبارة . فالشاب يحتاج لمن يفهمه ، ويقنعه ، ويأخذ بيده وهذا ما يفعله يسرى الفخرانى بكل فن واقتدار . وفى هذا الكتاب الجميل .. العميق يقدم لجمهوره العريض من الشباب روشتة واقعية للنجاح والحب والسعادة .. وصفة معجونة من خلفية ثقافية واسعة ، ورؤية مشحونة بالخبرة والاحتكاك والمعرفة . وصفة لعلاج الكثير من إحباطات الشباب ومخاوفهم ، ودواء سحرى لحيرتهم وسط متاهات الحياة