بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين
أما بعد ،،،
فأسأل الله تعالى لجميع الطلبة المسلمين والمسلمات السداد والرشاد والتوفيق والنجاح ،
اللهم اصرف عنهم نزغات الشياطين ،
واحفظهم من تسويل النفس الأمارة ،
وخذ بأيديهم ونواصيهم إليك أخذ الكرام عليك ،
واجعلهم حماة لهذا الدين ،
واجعلهم قادة مجتمعاتهم في الغد القريب ،
واجعلهم سببا لإدخال السرور على قلوب أهاليهم ،
واجعلهم ممن يحسنون احتساب النوايا في كل أعمالهم .
*
*
*
وهذه رسالة ثانية إلى كل شباب الإسلام من الطلبة والطالبات مع بدء موسم الامتحانات أو اقترابه .
أولاً : استعينوا بالله ولا تعجزوا ..... واعلموا أنكم على ثغر ، ودوركم في غاية الأهمية ، فلا تأخذكم الوساوس بعيدا عن الهدف .
ثانيًا : إن تفوقكم أعظم رسالة وأعظم دعاية لهذا الدين ، فكونوا على قدر هذه المسئولية .
ثالثا : من اعتاد الشيء لزمه ، فمن يعتاد على التفوق والنجاح ، ويتعلم الصبر والمثابرة ، ويرزق علو الهمة ، فهذا سيكون له إن شاء الله قدم صدق عند ربه ، ويرزق مقعد صدق عند مليك مقتدر ، إذا حسنت نيته ، وعاش لغير نفسه ، وصار دينه لحمه ودمه ، وصار يفكر في عز الإسلام والمسلمين ، فهذا الذي تنتظره الدنيا لعمارة الأرض ، ولا تحقرن من المعروف شيئا .
رابعًا : لا تستخفوا بأنفسكم ، فوالله المؤمن له قدر عظيم عند الله تعالى .
روى الترمذي وقال الألباني : حسن صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه نظر إلى الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك .
خامسًا : تذكروا أن عز الأمم بعز أبنائها ، هل تذكرون غزة ؟؟؟ هل تأتي على أذهانكم صور الضحايا ؟ هل تذكرون هدم المساجد ؟ هل تذكرون نذر الساعة ؟ هل تعوون المشهد الآن وقد تداعت الأمم على أمة الإسلام ؟؟
وأنتم الأمل المنشود ، ونجاحكم وتفوقكم جزء أساسي في معادلة النصر ، ولو كنتم مسلمين حقًا فلن ترضوا بالدنية ، وستشمرون عن ساعد الجد ، وتتولون أعلى المناصب ، وتكونون الغد المشرق بأن تحققوا الإسلام سلوكا وأخلاقا وفهما ومعرفة في الواقع ، ويتأسى بكم من بعدكم ، فهل ستكونون ؟ أم ستتولون فتستبدلون .
قال تعالى : " وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ " [محمد : 38 ]
فالإسلام - والله يا طلاب المسلمين - أمانة في أعناقكم فلا تضيعوها .
" وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" [آل عمرن : 139]
*
*
*
ذاكروا ، واجتهدوا ، وكابدوا الصعوبات ، وتحدوا كل المشاق ، واسهروا الليالي ، ولا تلتفتوا ، ولا تنشغلوا ، ولا تتعاملوا مع كل مشكلة بسلبية وإحباط ، الله ناصرنا ، ولن يضيعنا ، الله كافينا " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ " [الزمر:36] الله حسبنا ونعم الوكيل .
تذكروا وأيقنوا
" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " [الطلاق :2-3]
*
*
*
يا أحبتي في الله ..
إن كنتم في غربة ولم تجدوا من يرافقكم الهم فتذكروا : " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " [التوبه:129]
أروا الله من أنفسكم شيئا ، فالكل ينتظر منكم أن تكونوا - بحق - على قدر المسئولية فهل تستجيبون ؟ لا للأفكار السلبية ، لا لليأس ، لا للإحباط ، مهما كانت الصعوبات ، سنقاومها بحسن الظن بالله ، بزيادة رصيد الإخلاص والصدق ، سنواجهها بحسن التوكل ، واليقين والثقة في الله وحده .
وكتبه:
الشيخ/ هاني حلمي
17 جمادى الأولى 1430 هـ