سيرة خالد بن
الوليدو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بنمخزوم أبو سليمان بطل من ابطال الاسلام و
قائد الجيوش في فتوحات الخليفة ( ابوبكرالصديق رضي الله عنه ) توفي عام 642 م وهو عربي يعتبر
أحد أعظم القادة في تاريخالعرب
العسكري وتدرس خططه العسكرية حتى الان في العديد من الجامعات أسلم قبل فتحمكة،ومن ثم شارك في فتحها (عام 630م ) كان
خالد في قومه موصوفا بالشجاعة محببا فيهممقدما عندهم موفقا للنصر عارفا بأصول
الحرب. وكان من طباعه الشدة والتسرع وكان فيعهد أبي بكر قائدا على الجنود فألح عمر على
أمير المؤمنين بعزله لشدته وتسرعه فأبىعليه ذلك.
قضى
على المرتدين وبعد ذلك أسهم عام 634 في فتح العراق، وفتح دمشق (عام
635) ، وهزم الروم البيزنطيين في معركة اليرموك عام 636م لقبه الرسول صلى
اللهعليه وسلم بسيف
الله المسلول و قد عزل عن قيادة الجيش في عهد الخليفة عمر بن الخطابرضي الله عنه .
وكان خالد قبل أن يسلم يحارب الإسلام
والمسلمين، وقاد جيشالمشركين
يوم أحد، واستطاع أن يحوِّل نصر المسلمين إلى هزيمة بعد أن هاجمهم منالخلف، عندما تخلى الرماة عن مواقعهم، وظل
خالد على شركه حتى كان عام الحديبية،فأرسل إليه أخوه الوليد بن الوليد كتابًا، جاء فيه: بسم
الله الرحمن الرحيم، أمابعد:
فأني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك!! ومثل الإسلام لا
يجهلهأحد، وقد سألني
رسول الله ( عنك، فقال: (أين خالد؟) فقلت: يأتي الله به، فقال رسولالله (: (مثله جهل الإسلام، ولو كان جعل
نكايته وجده مع المسلمين كان خيرًا له). فاستدرك
يا أخي ما فاتك، فقد فاتك مواطن صالحة.
فلما قرأ خالد كتاب أخيه، انشرحصدره للإسلام، فخرج فلقى عثمان بن طلحة،
فحدثه أنه يريد الذهاب إلى المدينة، فشجعهعثمان على ذلك، وخرجا معًا، فقابلهما عمرو
بن العاص، وعرفا منه أنه يريد الإسلامأيضًا، فتصاحبواجميعًا إلى المدينة؛
وكان ذلك في نهاية السنة السابعة منالهجرة، فلما قدموا على النبي ( رحب بهم، فأعلنوا إسلامهم،
فقال صلى اللهعليهوسلم لخالد: (قد كنت
أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير) [ابن سعد]. فقال
خالد: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله.
فقال (: (إن الإسلاميجب (يزيل) ما كان قبله، اللهم اغفر لخالد
بن الوليد كل ما أوضع منه من صد عنسبيلك) [ابن سعد]. ومنذ ذلك اليوم وخالد يدافع عن راية
الله، ويجاهد في كل مكانلإعلاء
كلمة الحق، وخرج مع جيش المسلمين المتجه إلى مؤتة تحت إمارة زيد بن حارثة،ويوصى الرسول (: (إن قتل زيد فجعفر، وإن
قتل جعفر فعبد الله بن رواحة) [البخاري]،فلما قتل الثلاثة وأصبح الجيش بلا أمير،
جعل المسلمون خالدًا أميرهم، واستطاع خالدأن يسحب جيش المسلمين وينجو به.
وفي فتح مكة، أرسله رسول الله ( إلى بيت
العزى،وكان بيتًا
عظيمًا لقريش ولقبائل أخرى، فهدمه خالد وهو يقول:
يَا عِزّكُفْرَانَكَ لا سُبْحَانَكْ أني رَأيْتُ اللَّهَ
قَــدْ أَهَانَكْويوم حنين،كان خالد في مقدمة جيش المسلمين، وجرح في
هذه المعركة، فأتاه رسول الله ( ليطمئنعليه ويعوده، ويقـال: إنـه نـفـث في جرحه فشفي بإذن
الله. واستمر خالد في جهادهوقيادته
لجيش المسلمين بعد وفاة الرسول (، فحارب المرتدين ومانعي الزكاة، ومدعيالنبوة، ورفع راية الإسلام ليفتح بها بلاد
العراق وبلاد الشام، فقد كان الجهاد هوكل حياته، وكان يقول: ما من ليلة يهدى إليَّ فيها عروس
أنا لها محب أحب إلي من ليلةشديدة
البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو. [أبو يعلي].
وكان خالد مخلصافي جهاده، ففي حرب الروم قام في جنده
خطيبًا، وقال بعد أن حمد الله: إن هذا يوم منأيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي،
أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم. وكانخالد بن الوليد دائمًا يطمع في إسلام من يحاربه، فكان
يدعوهم إلى الإسلام أولاً،فهو
يحب للناس الإيمان ولا يرضي لهم دخول النار، فإن أبوا فالجزية ثمالحرب.
وكان اسم خالد يسبقه في كل مواجهة له مع
أعداء الإسلام، وكان الجميعيتعجبون
من عبقريته، وقوة بأسه في الحرب، ففي معركة اليرموك خرج (جرجة) أحد قادةالروم من صفوف جنده، وطلب من خالد الحديث
معه، فخرج إليه خالد، فقال جرجة: أخبرنيفاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن
الكريم لا يخادع، هل أنزلالله
على نبيكم سيفًا من السماء فأعطاه لك فلا تسله على أحد إلا هزمتهم؟ فقال
خالد: لا.
فسأله جرجة: فبم سميت سيف الله؟ فردَّ عليه
خالد قائلاً: إن الله بعث فينانبيه محمدًا ( فدعانا للإسلام فرفضنا دعوته، وعذبناه،
وحاربناه، ثم هدانا اللهفأسلمنا،
فقال الرسول (: (أنت سيف من سيوف الله، سلَّه الله على المشركين)، ودعا ليبالنصر، فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد
المسلمين على المشركين. ثم سأله جرجة عندعوته، وعن فضل من يدخل في الإسلام، وبعد حوار طويل
بينهما شرح الله صدر جرجةللإسلام،
فأسلم وتوضَّأ وصلى ركعتين مع خالد بن الوليد، ثم حارب مع صفوف الإيمان،فأنعم الله عليه بالشهادة في سبيله عز وجل.
وعندما تولى الفاروق عمر الخلافة،عزل خالد من القيادة، وولَّى قيادة الجيشأبا عبيدة بن الجراح،
فحارب خالد تحتراية
الحق جنديًّا مخلصًا مطيعًا لقائده لا يدخر جهدًا ولا رأيًّا في صالح
الدينونصرة الحق،
فكان نِعمَ القائدونعم الجندي.
وظل خالد يجاهد في سبيل ربه حتىمرض مرض الموت، فكان يبكي على فراش الموت،
ويقول: لقد حضرت كذا وكذا زحفًا، وما فيجسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة برمح أو رمية
بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتفأنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء. وتوفي رضي
الله عنه بحمص من أرضالشام
سنة (21 هـ).