الموت المفاجئ للاعبي الرياضة
تخيل
أنك كنت واحداً من عشرات الآلاف من المتفرجين الذين حضروا مباراة الدور قبل
النهائي لبطولة القارات بين الكاميرون بطلة أفريقيا، وكولومبيا بطلة أمريكا الجنوبية
، بينما كان ملايين المشاهدين الذين احتشدوا أمام شاشات التلفزيون في القارات
الست يتابعون هذا الحدث باهتمام.
كنت متحمساً جداً للمباراة حتى كدت أنسى
نفسي وأنا أراقب اللاعب الكاميروني مارك فيفيان فوهيه وهو يتحرك وسط الملعب
وينقضّ على الكرة كما ينقض الأسد على فريسته.
وفجأة ودون سابق انذار أو تنبؤ ...
دقت لحظة الخطر والمفاجئة عند الدقيقة 72من عمر المباراة، عندما كان
فوية لاعب الكاميرون داخل دائرة منتصف الملعب.
شاهده الملايين وهو يسقط وحده فجأة
دون أي احتكاك مع أي من اللاعبين، أسرع طبيب المنتخب الكاميروني إلى المصاب
الذي بدا نبضه ضعيفاً وعيناه منقلبتان للداخل، ولم يظهر منهما سوى اللون الأبيض
مما يعني أنه دخل في غيبوبة عميقة.
عدنا إلى بيوتنا وقد تناقلت الإشاعات موت البطل
فوهيه موتاً مفاجئاً ولكن... كيف ذلك ولم يكن فوهيه يعاني من أي عرض أو مرض!
والدليل: لعبه الرائع في المباراة..! لابد أن حالة من الإغماء أو شيء من
هذا القبيل قد انتابه.
وفي البيت في نشرة الأخبار أعلن الخبر رسمياً:
مات فوهيه وتوقف قلبه في الدقيقة 13 بعد سقوطه على الأرض، وذلك دون أسباب
واضحة، وسيقوم الفريق الطبي بتشريح الجثة لمعرفة السبب.
ترى ماهي أسباب الموت المفاجئ للاعبين،
وماهذه الظاهرة الغريبة؟ وخاصة بعد تكرر حادثة الموت المفاجئ
للاعبين في الملاعب؟؟
يرجع خبراء الطب الرياضي أسباب الموت المفاجئ في الملاعب
الرياضية إلى الأسباب الرئيسية
التالية:
- توقف عمل الجهاز الدوري
التنفسي مما يؤدي إلى الموت بالاختناق وتوقف نشاط القلب.
- حالات الموت أثناء الغطس.
- الحالات التي يتعرض فيها الرياضي لما يعرف بالوهط وهو قصور
في أجهزة اللاعب يتطور بصورة مفاجئة وسريعة ويؤدي إلى الموت السريع.
- القصور المفاجئ في عمل القلب الذي ينتج بسبب توقف المضخة عن ضخ
الدماء إلى الأوعية.
- توقف عضلة القلب عن العمل بسبب القصور في حصولها على مصدر الطاقة
التي تمكنها من أداء عملها.
ولكن ماهي الألعاب الأكثر ارتباطاً بحالات الموت المفاجئ؟
إليك الجواب..
- رياضة سباق الدرجات تحتل الصدارة في قائمة الموت
المفاجئ.
- رياضة ألعاب القوى وبصفة خاصة سباق المسافات القصيرة.
- لعبة كرة القدم.
- التزلج للمسافات الطويلة.
وهذه الألعاب تشترك كلها في قاسم مشترك وهو أنها
تتطلب بذل جهد كبير يؤدي بالرياضي إلى الإرهاق.
والإرهاق هو المتهم الرئيسي لحالات الموت المفاجئ لأن الرياضي الذي
يلعب كمحترف لمدة تفوق عشر سنوات يتعرض
إلى حجم كبير من الضغوط البدنية والمعنوية والنفسية.
ولهذه الضغوطات تأثير على اللاعب التي تسبب له عدم انتظام إيقاع دقات القلب
التي ترتفع إلى ما يزيد على 200 دقة في الدقيقة الواحدة.
وإن كنت ياصديقي من هواة الأكشن وأفلام
الرعب والإثارة..
فتعال لتعرف بعضاً من أسماء
اللاعبين الذين تعرضوا للموت المفاجئ ،الكاميروني مارك فيفيان فويه: توفي أثناء
مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا في الدور قبل النهائي لبطولة القارات في مدينة
ليون الفرنسية عام 2003، وقال الأطباء بعد تشريح الجثة أن وفاته كانت طبيعية، لكن
الكثير من علامات الاستفهام لا تزال تثار حول موضوع وفاته.
التونسي الهادي بن رخيصة: توفي خلال مباراة
لفريقه، وكان سبب الوفاة هو بلع لسانه دون تمكن المسعفين
من إنقاذه.
الجزائري عبد الكريم قصبا: توفي أثناء مباراة في الدوري المحلي
لفريقه ترجي مستغانم، أصيب بسكتة قلبية ناجمة عن جهد زائد.
المجري فيكلوس فيهر: توفي أثناء مباراة فريقه
بنفيكا البرتغالي مع فيتوريا جيماراش في الدوري المحلي
عام 2004 وذلك بعد إصابته بأزمة قلبية حادة خلال المباراة.
البرتغالي هوجو كونيا: توفي خلال مباراة ودية
لفريقه يونياو ليريا حيث سقط أرضا ولم يستطع الأطباء
إنقاذه