مقارنة .... بين إيطاليا وألمانيا .... لا مقارنة !

بسمه تعالى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

تحياتي للجميع، وابعث تعاطفي مع المشجعين الألمان الذين هُزموا أمام
الماتادور الاسباني، ومنها ابارك للأسبان فوزهم المستحق وتأهلهم للنهائي .

وعلة موضوعي هذا سببين :

1) فرحتي بفوز الاسبان لكونهم لعبوا ضد ألمانيا التي كادت تقترب من معادلة الانجازات الايطالية العالمية .

2) استغلال بعض مشجعي الألمان سقوط إيطاليا، للاستعلاء والاستكبار على
الآزوري ناكرا كل تاريخه، وبالاخص من حلل التاريخ الايطالي واراد -بكل
اريحية- ان يلغي التاريخ الطويل للإنجاز الكروي لإيطاليا .

ورغم ذلك نقول :

ما قدمه المنتخب الالماني منذ 2006 كان تطورا ملحوظا، وقوة لا يمكن ان نغض
الطرف عنها في ذكر الاقوياء وافضل المنتخبات، ففي 2006 كانت قوة ضاربة
وصلت الى قبل النهائي، وفي 2008 اوربا وصلت النهائي، وفي 2010 وصلت قبل
النهائي بعد فوز على انجلترا والارجنتين بالاربعة على كل منهما .

لا يجوز لنا انكار هذا التاريخ الذي سجل، وأقول بهذه الارقام يمكن الافتخار بهذا المنتخب (الشاب) والذي امامه مستقبل يقدمه .

ولكن ...

لا يحق لأي فرد أن يقارن منتخب (ليس في مستواه) مع منتخب (في قمته) ..
ليأتي ويقول: ان المنتخب (الذي في قمته) أقوى من المنتخب ذاك (الذي يمر
بظروف استثنائية ) وافضل كمدرسة كروية، ويكون ذلك مبررا لإستعلائة والتكبر
!!

بينا في مقال سابق ظروف المنتخب الايطالي بعد 2006م ، ولماذا كانت العناصر
الايطالية بتلك الضعف بعد الانجاز العالمي الأخير.. فهذه الظروف هي التي
جعلت المدرسة الكروية ليست في مستواها، فمن الظلم أن نحكم على الكرة
الايطالية اعتمادا على هذه الظروف .

نعم أن يقال ان المنتخب الألماني اقوى في الفترة الحالية لا بأس .. ولكن
لا يحق ولا يعدل القول ان المنتخب الالماني افضل بشكل عام من المنتخب
الايطالي .. ثم يأتي فلان وعلان ويشكك بتاريخ الطليان !!! المرصع بالذهب 4
مرات .

هذا من جهة، من جهة أخرى تعالوا نقارن التاريخين : أقوى ما يستدل به
الألمان أمام الطليان هو : وصولهم 7 مرات للنهائي، وكأن المرة الواحدة
تفرق كثيرا بين المدرستين !! وجاء علان ليلغي اول كأسين لإيطاليا ليقيم
معادلات مغلوطة وعلى كيف كيفه .. من اجعل ان يجعل إيطاليا صغيرة أمام
عملاق !!! رغم ان هذا الصغير المزعوم هزم ذاك العملاق في كل محفل .

وعلى هذا وذاك نقول: ان مجرد الارقام ليس مسوغا للاحتجاج والافتخار، لأن
اذا كان الرقم مستخرج من معادلة حظوظ قوية فان هذا الرقم يكاد يكون صفرا
على الشمال .

فمثلا: منتخب يصل النهائي عبر اقوى المنتخبات ثم ينهزم بضربات الحظ ، هذا
رقمه افضل من ذلك الذي عبر اضعف المنتخبات ليصل للنهائي ويفوز بضربة حظ أو
خطأ تحكيمي، رغم ان الاول يقال له وصيف العالم مرة، والثاني بطل العالم
!!!

فيجب التدقيق في الانجاز، وقراءات الرقم اعتمادا على مدخلاته وعناصره الاولى .

نأتي للشرف العالمي: فهو يتبوأه البرازيل ..سادة العالم في الكرة القدم بخمسة نجوم ..

ثم تأتي إيطاليا باربعة نجوم .. ثم ألمانيا بثلاثة ..

ولو جاء المحلل ليقول أننا يجب ألا نلتفت الى 34 و 38 !!! لانه كانت بصورة بدائية فنقول له :

إلغي ولا تلتفت ل54 و كل كؤوس اوربا قبل 96 أيضا لأنها كانت بصورة بدائية ايضا، لتجد إن ايطاليا متفوقة ايضا .

ولكن يجب ان نقول :

إن في 34 إيطاليا كانت متفوقة على المانيا

لانها فازت على التشيك التي فازت على المانيا بالثلاثة .

وفي 38 إيطاليا كذلك: لأن المانيا لم تتأهل الدور الثاني، أما ايطاليا ففازت على فرنسا ثم البرازيل ثم المجر .

والآن لنقرأ التاريخ الالماني وانجازاته بالتفصيل :

اولا: نجومه الثلاث !!!

في عام 1954م

المانيا كان في مجموعة (المجر، تركيا، كوريا الجنوبية) وخسرت من المجر بالثمانية !!

وكانت في المركز الثالث، ثم فازت على تركيا في مباراة اضافية للتأهل .

بعدها قابلت يوغسلافيا، وسجل يوغسلافي خطأ في مرماه .

ثم النمسا الضعيف لتتأهل النهائي وتفوز على المجر بشق الانفس 3 / 2 في الدقيقة 85.

فأقرأوا المسار وقارنوه بمسار ايطاليا 34 (فرنسا - البرازيل - المجر )

في عام 1974م

المانيا كانت تنزل بفريقين !! الشرقية والغربية

وحطتا في مجموعة واحدة، المانيا الشرقية تصدرت المجموعة، وكانت الغربية في المركز الثاني .

والمجموعة كانت (تشيلي والامارات )

وبالقرعة :

سقطت الشرقية (الاقوى والتي فازت على الغربية) في مجموعة (هولندا - الارجنتين - البرازيل) لتنضرب على أفاها .

وكان النظام القديم يأخذ اول من كل مجموعة، فتأهلت هولندا من المجموعة
الاولى .. والمانيا الغربية من مجموعة (بولندا - السويد - يوغسلافيا) يا
للمفارقة !!

لتواجه هولندا في النهائي بنتيجة 2-1 .. احد أهدافها ضربة جزاء .

تخيلوا ان المانيا الشرقية الاقوى من الغربية آنذاك قد ضربت ضربا في
المجموعة النارية، أما الغربية فكانت بكل اريحية بمجموعة سهلة، فتصور
الجهد الذي بذله الهولنديون والتعب للخروج من تلك الزجاجة .

ثم أنظروا : منتخب ينزل بفريقين !!!! يكون لديه فرصتين بخلاف كل المنتخبات .

عام 1990م

قابلت المانيا هولندا في الدور الثاني، وهذا ما يمكن ان نراه كورقة قوية يحتج بها، ويشهد له ..

ولكن بعد ذلك: فازت بضربة جزاء على التشيك

ثم بضربات الترجيح (الحظ) ضد انجلترا

لتواجه الارجنتين في النهائي، الذي طرد منه لاعبين، وفازت بضربة جزاء غير صحيحة !!!!!!!

انظروا الى الفيديو :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ضربة جزاء غير صحيحة !!! وبمواجهة فريق ناقص لاعبين !!!! يعني اذا مافزت هني متى بتفوز ؟؟؟؟

على العلم أن عقدة المانيا وهي ايطاليا لم تهزم بالمونديال، وكانت صاحبة
الارض والجمهور، ولديها منتخب نار يقودهم الهداف سكلاتشي هداف البطولة،
سقطوا بضربات الحظ والترجيح امام الارجنتين، فتخيلوا لو ابتسم لها الحظ
وواجهت المانيا لتكون مباراة :

ايطاليا: عقدة المانيا - صاحبة الارض والجمهور - لم يهزم قط ولم يدخل مرماه الا هدفين- لديهم سكلاتشكي وباجيو .

وللعلم: ان المنتخب الانجليزي الذي لم يستطع الالمان هزيمته قبل النهائي، فازت ايطاليا عليها بألاعيب باجيو وسكلاتشي .

هذه هي النجوم الثلاث :

مسارات سهلة، الا مباراة او مباراتين ..

وقارن هذا بكؤوس إيطاليا :

أخذ مثلا: 82

ايطاليا واجهت الارجنتين - البرازيل - المانيا .. وكانت تضرب بالثلاث والاربع !

ايطاليا 2006 لا يمكن لألماني ان يتكلم، لانها فازت عليهم وهي بين ارضها وجمهورها .

بالاضافة الى :

ان ايطاليا كانت البطلة 82 ، ولم تخرج في 86 الا من فرنسا بلاتيني بنتيجة
طبيعية، ثم 90 بالترجيح الحظ أمام ارجنتين ماردونا، ثم 94 بالنهائي
بالترجيح الحظ امام برازيل روماريو، ثم 98 بالترجيح الحظ امام فرنسا
زيدان، وفي 2002 حدث ولا حرج .. 5 اهداف ملغية ؟؟

بينما المانيا وصلت النهائي بطريق: المكسيك - امريكا - كوريا !!!! وبنتائج بشق الانفس وبافضلية الخصم خصوصا امريكا !!

والآن هل توجد مقارنة ؟؟؟؟

تعالوا بعد تحليل الثلاثة نجوم ندرس الورقة القوية التي يحتج بها ؟! كثرة الوصول للنهائي

طبعا بينا كيف وصلت في الثلاثة البطولات التي أخذتها، والآن لنرى النهائيات الاخرى :

1966م

المانيا واجهت في الدور الثاني الارغواي ثم السوفيت، ثم خسرت من انجلترا
4-2 ، بتقولولي قول انلغى .. خلاص .. 3 -2 .. واذا احتجيتم بانها تغير
النفسية فهذا الكلام يجب ان يطبق على مباراتكم معهم في 2010 ... وحدة
بوحدة .

1982م

إيطاليا عبرت الارجنتين والبرازيل وبولندا ثم المانيا .

المانيا وصلت النهائي عبر: المجموعة (الجزائر- تشيلي - النمسا) وكانت
المؤامرة ضد الجزائر التي فازت على المانيا 2-1 !!!!!!!!!!!!!

ثم في الدور الثاني: تعادلت وفازت في مجموعة (اسبانيا -انجلترا) لا تغرنك الاسماء، فقديما لم تكن قوية .

ثم عبرت فرنسا بضرباااااات الترجيح !!!!!!!

مؤامرة ثم ضربات ترجيح ؟؟؟؟؟ ارجوووووك

1986م

إيطاليا كانت في مجموعة الارجنتين (ماردونا - البطلة) ولم تستطع الارجنتين الفوز على ايطاليا .

أما المانيا فكانت في مجموعة (الدنمارك - ارغواي - اسكوتلندا) فقط فازت على الحلقة الاضعف (سكوتلاند) بنتيجة 2-1 ! فتأهلت

إيطاليا واجهت فرنسا بلاتيني وخسرت .

اما المانيا فواجهت المغرب وفازت 1-0 !!!!!!!!!!!

ثم واجهت المكسيك وعبرتها بضرباااااااات الترجييييييح !!!!!!!!!!!!

ياللهول كم مرة عبرت بضربات الترجيح وفرق ضعيفة نسبيا ؟؟؟؟؟؟؟

ثم فازت على فرنسا (الحمدلله شي يشهد له )

ثم خسرت امام الارجنتين .

2002م

سقطت فرق منافسة قوية بالاخطاء التحكيمية الفاضحة، ولا ينكرها الا مجاحد.. فصفى الجو لألمانيا لتواجه كل من :

المكسيك - امريكا - كوريا الجنوبية !!!!!!!!! لتصل النهائي وتنضرب من البرازيل بهدفين .

--------------------

هذا هو التاريخ، فريق يعتمد على ضربات الترجيح بنسبة كبيرة للوصول الى
النهائيات، ويعتمد على خطأ تحكيمي فاضح للفوز بكأس العالم مرة ! وينزل
بمنتخبين مرة اخرى وأخرى يتآمر لكي يتأهل !!!!!!!!

فلا تقرؤوا الارقام فقط على ماهي، بل ابحثوا وشاهدوا ودققوا كيف خرجت هذه الارقام .

تعالوا الى كؤوس أوربا :

قبل 1996 كان النظام مضحك، حتى اني اكاد لا اعترف بالبطولة التي اخذتها ايطاليا 1968.

ألمانيا فازت ب1972بالطريقة التالية :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

بطولة يشارك فيها اربعة منتخبات فقط ( المجر - السوفيت - المانيا - بلجيكا )

تفوز المانيا على بلجيكا ثم على السوفيت ... وانتهى !!!!!!

ثم 1980

فقط مجموعتين: ومن كل مجموعة يطلع واحد .. لتكون مباراة نهائية .

المجموعة الاولى: المانيا -هولندا - تشيك - اليونان !!

المجموعة الثانية: ايطاليا - بلجيكا - انجلترا - اسبانيا .

ايطاليا خرجت بفارق الاهداف المسجلة لها، حيث تعادلت بالنقاط مع بلجيكا (5
لكل منهما) وتعادلت بالفارق : بلجيكا سجلت 3 اهداف وعليها 2، ايطاليا سجلت
هدف وعليها صفر !!! فتخرج ايطاليا عقدة المانيا ، وتتأهل بلجيكا .

تواجه المانيا بلجيكا : تفوز بشق الانفس 2-1 !!!!!!!!!!!

ثم 1996

وهذا التاريخ الوحيد الذي اعتبره جيدا لألمانيا. من حيث انها عبرت مجموعة
قوية (ايطاليا - تشيك - روسيا) وللعلم لم تفز على ايطاليا (تعادلت 0-0 )

ولكن!!!!!!! فازت على كرواتيا في الدور الثاني

ثم قبل النهائي واجهت انجلترا وعبرتها بضرباااااااااااات الترجيييييح للمرة الألف !!!!!!!!!!!!!

لتواجه التشيك مرة اخرى وتفوز 2-1

--------------------

هذا هو التاريخ الالماني، وقارنه بالتاريخ الايطالي التي طالما سقطت
بضربات الترجيح واخطاء التحكيم، ولكن المانيا تصل بنسبة كبيرة اعتمادا على
الترجيح، واخطاء التحكيم (بطوووولة كاملة اخذتها بخطأ تحكيمي ) !!!!!

يعني ايطاليا رغم انها بضربات الترجيح دائما تسقط، وبفارق اهداف لا تتأهل،
وبسبب نظام قديم ظالم لا يعطي فرصة ... كانت تسقط إلا انها تتفوق بالمجموع
على المانيا، التي غالبا ما تصعد بالترجيح واعتماد على الاخطاء الطارئة .

ثم يأت اخ لطيف ويقول نحن كتاريخ افضل ؟؟؟

نجومنا أكثر ... لا يزال البعض يقول لا .. نحن افضل .

مجموع مواجهاتنا نحن نفوز اكثر .. لا يزال البعض يقول لا .. نحن افضل .

دائما نفوز عليهم بكاس العالم .. لا يزال البعض يقول لا .. نحن افضل .

اخير كأس فزنا عليهم واخذنا البطولة في عقر دارهم .. وقبلها بهدلناهم بالاربعة .. لا يزال البعض يقول لا .. نحن افضل .

متى يشهد لنا ؟؟؟

نعم منتخب المانيا منذ 2006 أشهد انه افضل من ايطاليا واقوى ، ولكن هذا
كائن لظروف استثنائية لايطاليا، ايطاليا ليست بمستواها فلا يحق لك ان
تقارن، إنما اذا اردت المقارنة بين مدرستين كروية فيجل دمج تاريخ اجيال
وذهنية كروية فرضت نفسها تاريخيا مع ذهنية اخرى .

أقول لو المانيا كانت تستحق الكؤوس والقابها فانا اقول لم تكن كذلك قبل
2006م ، إنما تستحق أكثر من لقب مع هذا الفريق الشاب، منذ 2006م ، نعم
فريق يستحق الفوز ..

ولكن في آوانه .. لا في المطلق Smile

شكرا ألمانيا .. نحترمك .. ولكن احترمي إيطاليا Smile

فهي المتفوقة تاريخيا .

فورزا اتزوري

» مقارنة بين انفلونزا الخنازير والعادية
» اجمل مقارنة بين الرجل والمرأة
» زوبعة تغييرات المدربين تسرق الأضواء في إيطاليا بعد انتهاء الموسم
» ليبي يستبعد جروسو وكاندريفا من قائمة إيطاليا لمونديال 2010
» فارار يفوز بالمرحلة العاشرة من "جيرو دي إيطاليا" وفينوكوروف يحافظ على الصدارة